الكاتب جان دوست : لا أدلجة في المنهاج الكردي في روج افا

المرصد الكردي 

11-11-2015



كلمة حق ونصيحة لمحركي الاحتجاجات في الشارع الكردي السوري:
أولاً لقد أبديت منذ اليوم الأول موقفي من مناهج التعليم التي أقرتها سلطات الأمر الواقع في المناطق الكردية وقلت إنني مع التعليم بالكردية مهما كانت المناهج وسيسعدني أن أكون مدرساً في أحد الصفوف أعلم اللغة الكردية التي حُرِمنا تعلمها بشكل رسمي وبقيت هذه الحسرة عالقة كغصة أليمة في حناجرنا.
ثانياً أقول والله على ما أقول شهيد، إنني لن أبيع ضميري مهما كلفني ذلك، لكنني سأقول كلمة الحق في هذا الموضوع: المناهج التي صدعتم رؤوسنا بأنها مؤدلجة ليست كذلك. لا يُقال عن هذه المناهج إنها مؤدلجة بل فيها نتف بسيطة من رموز تخص حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري.. بعض هذه الرموز كردستانية وعابرة للأحزاب مثل الشهيد مظلوم دوغان الذي قتلته الفاشية الطورانية في سجن دياربكر ولا يمكن لأي كردي أن يتنصل من دمه الطاهر. لقد راجعت هذه المناهج (ما عدا كتب الرياضيات) على مدى ساعة كاملة بدقة متناهية فلم أجد فيها إلا كل خير (مع تحفظي الشديد على لغة المناهج وأسلوبها الذي هو فوق مستوى تلاميذ الابتدائي أحياناً، وقصص الأطفال المكتوبة بعدم عناية تربوية ولامبالاة وأخطاء لغوية عديدة ). ولو كنت في كوباني أو عامودا أو ديريك لأرسلت أولادي إلى هذه المدارس وشجعتهم على ذلك. (بالمناسبة لم أجد في ثلاثة كتب سوى ثلاث صفحات لها علاقة برموز حزبية خاصة)
لكنني أوافق الآراء التي تعترض على إلغاء اللغة العربية والإنكليزية. هنا نستطيع القول إن هذا الإجراء دليل جهل وتسرع وفقدان لحس تربوي مستقبلي. ولكن هذا لا يبرر إخراج الناس إلى الشارع للاحتجاج وإن من يحرك الناس على هذا الأساس لا بد أن له غايات أخرى.
ثالثاً: مجمل الأوضاع في المناطق الكردي تعيسة، فقر، حرب، هجرة.. وللسلطة الحاكمة دور كبير في ذلك لكن هذا لا يعفي خصمها من المجلس الكردي من مسؤولياته وهو شريك في كل شيء، هو شريك سلبي لأنه بالأساس كان خاملاً لم يواجه الأخطاء الكثيرة بشجاعة منذ لحظة نشوئها وهو الذي أدى بسبب ترهله إلى تفاقم ظاهرة الهجرة.
رابعاً: إن كنتم تريدون الاحتجاج ضد المظالم فاختاروا شعارات مقنعة للعمق الكردستاني والراي العام السوري ككل وليس لبعض جمهوركم المؤدلج أصلاً فقط. الناس لا تسمع الآن سوى صوت الدم والرصاص للأسف، فإذا أردتم أن يسمعوا أصواتكم أيضاً عليكم بالتحلي بالمنطق. هناك كما سبق وقلت أمور كثيرة يمكن الاحتجاج ضدها.
خامساً: على سلطة الأمر الواقع ألا تلجأ إلى العنف في قمع احتجاجات الناس وتحاول تفهم مطالب الجماهير والابتعاد عن منطق التخوين إلخ هذه الأمور التي بُحَّت حناجرنا لأجلها ونحن نصرخ منذ سنوات.
سادساً: أين هي المناهج التي أعدها كوادر المجلس الوطني الكردي؟ لا شك أن هناك دعماً مالياً لهذا المجلس من حكومة الإقليم أيضاً. وهل طرح أحد في هذا المجلس مشروعاً لطبع مناهج كردية في الإقليم؟
سابعاً: هذه المناهج وتدريس اللغة الكردية لا تعطي شرعية لسلطة الأمر الواقع مع أنها تستفيد منها كثيراً بعكس خصومها الذين سيخسرون كثيراً من مصداقيتهم بسبب هذه التصرفات الغريبة.
أخيراً: أرجو أن نبتعد جميعاً عن التشنج وأعتذر عن بعض الأحكام المتسرعة التي تنجم عن الحماس الزائد والغضب أحياناً. ودمتم بخير.